المغرب

تناقضات إدارة المياه في القطاع الزراعي

في عام 2025، دخل المغرب عامه السابع من الجفاف المتتالي. ومع ذلك، يستمر البلد، شبه الجاف، في الاعتماد على الزراعة التصديرية، التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، على الرغم من تحذيرات العديد من العلماء. ويركز بشكل أساسي على تحلية المياه ونقل المياه لضمان احتياجاته الأساسية من المياه.

« الزراعة والعالم الريفي: المياه في قلب التنمية المستدامة ». كان هذا هو الموضوع هذا العام في النسخة السابعة عشرة من المعرض الدولي للزراعة في المغرب (SIAM) الذي أقيم في مكناس في نهاية أبريل. ولسبب وجيه: دخل البلد المتوسطي في يناير عامه السابع من الجفاف المتتالي، وفي أوائل يونيو، أظهرت بعض 152 سداً وطنياً معدل تعبئة قدره 39.2% (مقارنة بحوالي 75% في صيف 2015، كمقارنة).

الزراعة، في قلب وضع مائي وطني صعب

على مدى عدة سنوات، دقّت مختلف الهيئات ناقوس الخطر. وفقاً لـ المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، انخفض توزيع المياه المخصصة للسكان من 2560 م³ سنوياً لكل شخص في عام 1960، إلى 620 م³ سنوياً لكل شخص في عام 2019. في العام الماضي، سجلت عدة مدن قيوداً بل وحتى انقطاعاً في المياه بهدف ترشيد الموارد، وخاصة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للبلد. السبب: ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى الخيارات المتخذة في تخصيص الموارد المائية. اليوم، يمثل القطاع الزراعي في المغرب 87% من الطلب على المياه الوطنية. فقد زاد المغرب من مكانته في السوق الزراعية العالمية، وخاصة في أوروبا في السنوات الأخيرة، حيث يصدر البطيخ والأفوكادو والطماطم والفواكه الحمراء، وهي محاصيل تعتبر عالية الاستهلاك للمياه. ومن المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات في الزيادة. تقدر الخطة الوطنية للمياه احتياجات المغرب المائية بـ 18.6 مليار م³ سنوياً بحلول عام 2050، منها 16 ملياراً للري فقط (الباقي مخصص للمياه الصالحة للشرب والصناعة والسياحة).

سياسات تعتمد على زيادة إمدادات المياه

في هذا السياق، يراهن المملكة على زيادة مصادر إمدادات المياه. أحد المحاور الرئيسية هو بناء مصانع لتحلية المياه، لضمان، بحلول عام 2030، على الأقل نصف احتياجات السكان من المياه الصالحة للشرب، وهو الرقم الذي أشار إليه الملك محمد السادس خلال خطابه في العرش الصيف الماضي. كما أن معالجة المياه العادمة هي أيضاً أحد محاور التنمية الجارية، بهدف زيادة كمية المياه العادمة المعالجة من 40 مليون إلى 100 مليون م³ بحلول عام 2027، وبالتالي دعم نمو زراعة الأشجار المثمرة.

أخيراً، يراهن المغرب على بناء سدود جديدة ونقل المياه، لنقل الفائض من الأحواض الأكثر امتلاءً إلى تلك الأكثر صعوبة. وفقاً للخطة الوطنية للمياه (PNEAPI 2020-2027)، من المقرر إطلاق ثلاث « طرق سريعة للمياه » بحلول نهاية العقد. الأولى، التي بدأت في سبتمبر 2023، تربط بالفعل حوض السباو، في الشمال، بحوض بورقراق، الذي يغذي الرباط والدار البيضاء، ومن المتوقع أن تصل أيضاً إلى حوض أم الربيع، في الجنوب.

كل هذه الحلول التكنولوجية تسمح بالاستجابة لحاجة فورية - استخدام المياه المحلاة لتغذية المدن لم يعد خياراً، بل ضرورة - ولكن تأثيراتها تبقى غير مؤكدة لدعم السياسة الزراعية الحالية. تكلفة المياه المحلاة تثير القلق من أن استخدامها قد يكون مربحاً فقط لزراعة التصدير. ونقل المياه، بدوره، لا يأخذ في الاعتبار الفوارق المكانية في الوصول إلى المياه: بعض المناطق الريفية، حتى الغنية بالمياه، تعاني بشكل متناقض من ضغط مائي. وهذا هو الحال في محافظتي تاونات وسفرو، اللتين تقعان في مناطق غنية بالمياه، ولكن حيث الانقطاعات في المدينة متكررة، بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية الناجم عن الآبار غير القانونية المخصصة للري، وتلوث المحاجر الرملية المحيطة.

مياه الأمطار والهجرة الريفية

اليوم، يدعو العديد من علماء الزراعة والباحثين في علم الهيدرولوجيا إلى إعادة تقييم تخصيصات المياه في الزراعة، وإعطاء الأولوية لاستخدام مياه الأمطار والمحاصيل المعروفة باسم « بور »، أي التي لا تحتاج إلى ري. في اللعب، السيادة الغذائية الوطنية، ولكن أيضاً الحفاظ على الوظائف الريفية: في عام 2023، قدر المندوب السامي للتخطيط، المعهد الوطني للإحصاءات، عدد الأشخاص الذين يغادرون سنوياً القرى إلى المدن بـ 152,000.

كل هذه الإشارات التحذيرية لم يتم نقلها حقاً في SIAM هذا العام أيضاً. وقد تناولت مختلف اللجان الصعوبات المتعلقة بالمياه في كل قطاع زراعي، دون الإشارة إلى مسؤولية السياسات الوطنية في الضغط المكثف على الموارد المائية. بينما قدم جناح الزراعة الرقمية، الذي انضم إلى المعرض العام الماضي، عرضاً للمزارع والجرارات المتصلة والطائرات بدون طيار والزراعة المائية كأفق قريب جداً وإمكانات الزراعة المغربية.

النسخة السابعة عشرة من SIAM، المعرض الدولي للزراعة في المغرب، في مكناس في أبريل © أديل أروسي

صورة الغلاف: زيتون محترق بعد 6 سنوات من الجفاف، في منطقة بني ملال، يوليو 2024 (حوض أم الربيع) © أديل أروسي

فهرس – مكتبة المعارف المتوسطية
الموضوع: تناقضات إدارة المياه في القطاع الزراعي في المغرب
المؤلف: أديل أروسي
نشر في: 1 سبتمبر 22-med
التاريخ: 2025
الإشارات الرئيسية:
• يمر المغرب بسابع عام متتالي من الجفاف في عام 2025.
• تستهلك الزراعة التصديرية (البطيخ، الأفوكادو، الطماطم، الفواكه الحمراء) 87% من المياه الوطنية.
• انخفض معدل تعبئة السدود إلى 39.2% مقارنة بـ 75% في 2015.
• تفضل السياسات التحلية، ومعالجة المياه العادمة ونقل المياه.
• من المقرر إنشاء ثلاث « طرق سريعة للمياه » بحلول عام 2030 لربط الأحواض.
• تعاني المناطق الريفية مثل تاونات وسفرو من انقطاعات متكررة على الرغم من ذلك.
• يدعو الباحثون إلى تعزيز استخدام مياه الأمطار والمحاصيل « بور ».
• تتسارع الهجرة الريفية، مع 152,000 مغادرة نحو المدن سنوياً.
#المغرب #المياه #الزراعة #الجفاف #التحلية #التصدير #الريفية #الهجرة